نسب السائب بن الأقرع:
هو السائب بن الأقرع بن عوف بن جابر بن سفيان بن سالم بن مالك الثقفي.
كان السائب بن الأقرع صغيرًا عندما رأى الرسول r فلذلك لم يدرك الجاهلية.
من أهم ملامح شخصية السائب بن الأقرع :
وقد تمتع بصفات عذبة وخلال كريمة منها:
1- الأمانة :
فكان مسئولاً عن الغنائم في فتح نهاوند مع حذيفة بن اليمان.
2- الشجاعة والإقدام :
فقد اشترك مع النعمان بن مقرن في فتح نهاوند.
من مواقف السائب بن الأقرع مع الرسول:
دخلت أمه مليكة تبيع العطر مع النبي r فقال لها: "يا مليكة ألك حاجة", قالت: نعم قال: "فكلميني فيها أقضها لك". فقالت: لا والله إلا أن تدعو لابني وهو معها وهو غلام, فأتاه فمسح برأسه ودعا له[2]. وبذلك نال السائب شرف وضع يد النبي r على رأسه.
من مواقف السائب بن الأقرع مع الصحابة :
له موقف مع مسروق عندما تزوج ابنته فقد حدثنا أبو إسحاق أن مسروقًا زوج ابنته للسائب بن الأقرع على عشرة آلاف اشترطها لنفسه, وقال: جهز امرأتك من عندك, قال: وجعلها مسروق في المجاهدين والمساكين والمكاتبين[3].
وله موقف آخر مع عمر بن الخطاب: بعث عمر بن الخطاب t السائب بن الأقرع مولى ثقيف وكان رجلاً كاتبًا حاسبًا, فقال: الحق بهذا الجيش فكن فيهم, فإن فتح الله عليهم, فاقسم على المسلمين فيئهم, وخذ خمس الله وخمس رسوله, وإن هذا الجيش أصيب, فاذهب في سواد الأرض فبطن الأرض خير من ظهرها.
قال السائب: فلما فتح الله على المسلمين نهاوند أصابوا غنائم عظامًا, فوالله إني لأقسم بين الناس إذ جاءني علج من أهلها, فقال: أتؤمنني على نفسي وأهلي وأهل بيتي على أن أدلك على كنوز النخيرجان -وهي كنوز آل كسرى- تكون لك ولصاحبك لا يشركك فيها أحد, قال: قلت: نعم, قال: فابعث معي من أدله عليها, فبعثت معه فأتى بسفطين عظيمين ليس فيهما إلا اللؤلؤ والزبرجد والياقوت, فلما فرغت من قسمي بين الناس احتملتهما معي ثم قدمت على عمر بن الخطاب فقال: ما وراءك يا سائب فقلت: خيرًا يا أمير المؤمنين فتح الله عليك بأعظم الفتح, واستشهد النعمان بن مقرن رحمه الله فقال عمر: إنا لله وإنا إليه راجعون قال: ثم بكى فنشج حتى إني لأنظر إلى فروع منكبيه من فوق كتده..
قال: فلما رأيت ما لقي قلت: والله يا أمير المؤمنين ما أصيب بعده من رجل يعرف وجهه, فقال: المستضعفون من المسلمين لكن أكرمهم بالشهادة يعرف وجوههم وأنسابهم وما يصنعون بمعرفة عمر ابن أم عمر, ثم قام ليدخل, فقلت: إن معي مالاً عظيمًا قد جئت به ثم أخبرته خبر السفطين, قال: أدخلهما بيت المال حتى ننظر في شأنهما والحق بجندك, قال: فأدخلتهما بيت المال وخرجت سريعًا إلى الكوفة, قال: وبات تلك الليلة التي خرجت فيها..
فلما أصبح بعث في أثري رسولاً فوالله ما أدركني حتى دخلت الكوفة, فأنخت بعيري وأناخ بعيره على عرقوبي بعيري, فقال: الحق بأمير المؤمنين فقد بعثني في طلبك فلم أقدر عليك إلا الآن قال: قلت: ويلك ماذا ولماذا؟ قال: لا أدري والله, قال: فركبت معه حتى قدمت عليه فلما رآني, قال: ما لي ولابن أم السائب, بل ما لابن أم السائب وما لي, قال: قلت: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: ويحك, والله ما هو إلا أن نمت في الليلة التي خرجت فيها, فباتت ملائكة ربي تسحبني إلى ذينك السفطين يشتعلان نارًا يقولون: لنكوينك بهما, فأقول: إني سأقسمهما بين المسلمين, فخذهما عني لا أبًا لك والحق بهما, فبعتهما في أعطية المسلمين وأرزاقهم, قال: فخرجت بهما حتى وضعتهما في مسجد الكوفة, وغشيني التجار فابتاعهما مني عمرو بن حريث المخزومي بألفي ألف, ثم خرج بهما إلى أرض الأعاجم فباعهما بأربعة آلاف ألف, فما زال أكثر أهل الكوفة مالاً بعد[4].
وفاة السائب بن الأقرع :
قال ابن منده: ولي أصبهان ومات بها وعقبه بها منهم: مصعب بن الفضيل بن السائب
والظاهر أنه مات بعيد مقتل عثمان, إذ لم يرد له ذكر في حروب الفتنة الكبرى بين علي بن أبي طالب ومعاوية, ولو كان عاش بعد عثمان طويلاً لما تخلى عنه علي بن أبي طالب