نسبه وقبيلته
الحباب بن المنذر بن الجموح الأنصاري الخزرجي السلمي.
أهم ملامح شخصيته
1- الشجاعة
فهذا الصحابي قد شهد المشاهد كلها مع رسول الله، ولعل ثباته يوم أحد من أكثر المواقف التي تدل على شجاعته؛ فقد ثبت رسول اللهيوم أحد في عصابة صبروا ومعه أربعة عشر رجلاً؛ سبعة من المهاجرين وسبعة من الأنصار أبو بكر، وعبد الرحمن بن عوف، وعلي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وأبو عبيدة بن الجراح، والزبير بن العوام، ومن الأنصار: الحباب بن المنذر، وأبو دجانة، وعاصم بن ثابت، والحارث بن الصمة، وسهل بن حنيف، وأسيد بن الحضير، وسعد بن معاذ[1].
2- الثقة بالنفس والذكاء والرأي الراجح
وظهر ذلك جليًّا في موقفه في غزوة بدر الكبرى، عندما أشار على الرسولبالمكان الأمثل للمسلمين.
من مواقفه مع الرسول في حياته
ففي يوم بدر "وسار رسول اللهيبادرهم -يعني قريشًا- إليه (يعني إلى الماء)، فلما جاء أدنى ماء من بدر نزل عليه، فقال الحباب بن المنذر بن الجموح: يا رسول الله، منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتعداه ولا نقصر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال رسول الله: "بل هو الرأي والحرب والمكيدة". قال الحباب: يا رسول الله، ليس بمنزل ولكن انهض حتى تجعل القلب كلها من وراء ظهرك، ثم غور كل قليب بها إلا قليبًا واحدًا، ثم احفر عليه حوضًا، فنقاتل القوم ونشرب ولا يشربون، حتى يحكم الله بيننا وبينهم. فقال رسول الله: "قد أشرت بالرأي"، ففعل ذلك[2].
يا له من موقف عظيم من رسول الله! موقف يدل على التواضع وقبول الرأي الصواب أينما كان، وموقف رائع من الحباب t، فهو الذي رباه النبيعلى مبدأ الشورى، وأن الدين النصيحة.
وفي غزوة أحد أظهر من البطولة والفتوة والتضحية بالنفس الشيء العجيب؛ روى سعد بن عبادة قال: بايع رسول اللهعصابة من أصحابه على الموت يوم أحد حتى انهزم المسلمون فصبروا وكرموا وجعلوا يسترونه بأنفسهم، يقول الرجل منهم: نفسي لنفسك الفداء يا رسول الله، وجهي لوجهك الوقاء يا رسول الله. وهم يحمونه ويقونه بأنفسهم حتى قتل منهم من قتل، وهم أبو بكر وعمر وعلي والزبير وطلحة وسعد وسهل بن حنيف وابن أبي الأفلح والحارث بن الصمة وأبو دجانة والحباب بن المنذر.
بعض المواقف من حياته مع الصحابة
أبدى الحباب بن المنذر برأيه في سقيفة بني ساعدة، فقد اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا: منا أمير ومنكم أمير. فذهب إليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح، فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر، فكان عمر يقول: والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلامًا قد أعجبني، خشيت أن لا يبلغه أبو بكر. ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس، فقال في كلامه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء. فقال الحباب بن المنذر السلمي: لا والله لا نفعل أبدًا، منا أمير ومنكم أمير. قال: فقال أبو بكر: لا، ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء، هم أوسط العرب دارًا، وأكرمهم أحسابًا -يعني قريشًا- فبايعوا عمر أو أبا عبيدة. فقال عمر: بل نبايعك أنت، فأنت سيدنا وأنت خيرنا وأحبنا إلى نبينا. فأخذ عمر بيده فبايعه، فبايعه الناس.
من كلماته
من شعر الحباب بن المنذر:
ألم تعلما للـه در أبيكما *** وما النـاس إلا أكمه وبصير
بأنّا وأعداء النبـي محمد *** أسـود لها في العالمين زئيـر
نصرنا وآوينا النبي وما له *** سوانا مـن أهل الملتين نصير[3]
تاريخ الوفاة
توفي الحباب بن المنذر t في خلافة عمر بن الخطاب t، وليس له عقب. وقال ابن سعد: مات في خلافة عمر، وقد زاد على الخمسين