مدينة الحسكة: هي مدينة تقع في الشمال الشرقي من سوريا على نهر الخابور ونهر جقجق وهي مركز محافظة الحسكة السورية.
تتميز بخصب أراضيها ووفرة مياهها وجمال طبيعتها وكثرة مواقعها الأثرية، كما شهدت نهضة عمرانية حديثة كبيرة وأقيمت حولها مشاريع زراعية وصناعية عديدة.
تبعد عن دمشق 600 كم وعن مدينة حلب 400 كم وعن دير الزور 179 كم.
الحسكة قديماً (الجزيرة السورية) أو (نهرين)
جبل كوكب في محافظة الحسكةمدينة الحسكة تقع في منطقة غنية جداً بالمواقع والتلال الأثرية. قامت بها أعرق وأقدم الحضارات في منطقة الجزيرة السورية وتحديداً موقع مدينة الحسكة الحديثة والذي هو الموقع الأثري لمدينة نهارين أو نهرين. وعلى امتداد الأراضي في الحسكة يوجد ما يزيد على 800 موقع أثري يعود أقدمها إلى حوالى ثمانية آلاف عام قبل الميلاد. وبذلك تعد هذه المنطقة من سوريا من أقدم مناطق الحضارات.
الدراسات الأثرية والجيولوجية تثبت وجود مدينة قديمة جاثمة تحت التراب فوق مدينة الحسكة الحالية يعود تاريخها إلى العهد السوباري والسومري والأكادي والكلداني والبابلي والآشوري والآرامي وكان اسمها نهرين. وكانت مدينة آرامية وسميت نهرين لالتقاء نهر الخابور بالهرماس أو الجغجغ نهر جقجق.وكان ذلك في عهد الملك كيش ميسيليم.و كانت تقع تحت الثكنة العسكرية التي بنيت في عهد السطان عبد الحميد 1907م أما هيكل الإله شمشو أو شمش, يقع تحت بناء كنيسة الكلدان الحالية, وهي مبنية من حجارة بيضاء تميل للصفرة.وأما قصر الملك ميسيليم يقع تحت بناء كنيسة السريان الكاثوليك شمال كراج النجمة للسفريات حالياً.
تاريخ الحسكة المعاصر
شارع فلسطين في مدينة الحسكة.
يبدأ مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وكانت عبارة عن موقع وثكنة عثمانية, أقيمت في تلك المنطقة لأهميتها الاستراتيجية وتمَّ بناء مركز لفرقة عسكرية وذلك عام 1907 م في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، وبعد عام أتى مجموعة من قلعة مراوية وهم قوم من السريان الأرثوذكس يتكلمون العربية وينتمون إلى قرية (قلعة مراوية) والتي تعني باللغة السريانية : قلعة السيد (ܩܠܥܐ ܕܡܰܪܐ)) ,و تقع إلى الشمال الشرقي من ماردين. وكانوا حوالي سبعة بيوت في الجانب الغربي من مركز الجيش التركي(البغالة), وازدادوا بعد فرمان السيفو 1915 - 1923 م.كما كانوا يأخذون بضائعهم إلى القبائل العربية المنتشرة في محيطهم وكانت تلك القبائل تعيش بالقرب من موقع المدينة. وكبرت مدينة الحسكة بتزايد القادمين إليها أيام السفر برلك.
استولت عليها لاحقا قوات الاحتلال الفرنسي أثناء فترة الانتداب على سوريا في بداية العشرينيات من القرن العشرين ثم ازدادت المباني والبيوت من حولها.
السكان
كاتدرائية القديس مار جرجس (كبرى كنائس محافظة الحسكة)تعد محافظة الحسكة عموماً موزاييكا فسيفساء منوعة من الانتماءات العرقية والدينية، ويبلغ عدد سكان مدينة الحسكة حسب آخر إحصاء 180705 الف نسمة ويعيش فيها خليط من العرب والأكراد والآشوريين والسريان والكلدان والأرمن واليزيديين.
كان معظم سكانها الأوائل من المسيحيين النازحين من الأراضي السورية المحتلة في الشمال والتي ضمت إلى تركيا كولاية ماردين وديار بكر وغيرها، ثم وفي وقت لاحق استوطن العرب والبدو في أطراف المدينة، كما وفد إليها الأكراد من نصيبين وجنوب تركياإضافة لمواطنين سوريين من مختلف المحافظات السورية الأخرى خاصة من محافظة دير الزور, والمدينة في ازدهار مستمر.
معالم المدينة
ملعب الباسل في المدينة الرياضية
ملعب تشرين بالحسكة (الملعب البلدي)من أشهر معالم المدينة كاتدرائية القديس مار جرجس التابعة لطائفة السريان الأرثوذكس والتي تنتصب في قلب المدينة وهي ذات بناء جميل وفخم شيدت في عام 1956 وتعرف بين أبناء المدينة بالكنيسة الكبيرة (الكاتدرائية)، كذلك المسجد الكبير مسجد الصحابي الجليل معاذ بن جبل هو من معالم المدينة الرئيسية الذي يعرف بماذنته العالية التي ترتفع 36 مترا بالإضافة إلى دار الحكومة (السراي)، وتكية (عقبة بن نافع) وبناء كنيسة الكلدان الكاثوليك بتصميمها وبنائها من أجمل الكنائس في المدينة.
أسواق الحسكة: تنقسم إلى أسواق قديمة أبرزها سوق المأمون القديم الذي يعد أول سوق تجاري في المدينة تأسس في الاربعينات وسوق الصاغة وسوق الهال والاسواق الحديثة الممتده في الشوارع الرئيسية مثل شارع فلسطين في وسط المدينة حيث المحلات التجارية يعد عصب السير فيها حيث يربط بين شرق المدينة وغربها.
وأهم أحياء الحسكة السكنية هو الحي القديم (المحدث) والمبني باحدث الأبنية المكسية بالحجر الحلبي الجميل. وتتوزع حول مركز المدينة الضواحي التالية: المطار والناصرة وتل حجر وغويران والنشوة والكلاسة والصالحية والحي العسكري والعزيزية.ولا ننسى بناء العرسة(السوق) القديم الذي بُنيَّ في العهد الفرنسي تمَّ هدمه وبُنيَّ مصرف التسليف الشعبي مكانه وفي محيطه المحلات التجارية. وعند المدخل الجنوبي للمدينة تنتصب المدينة الرياضة الجديدة التي تتميز بملعب كرة القدم الذي يتسع لأكثر من 20000 متفرج وهو بذلك أكبر ملعب في المحافظة.
الاقتصادتعتبر مدينة الحسكة وهي مركز محافظة الحسكة بموقعها في منطقة خصبة من المناطق السورية الأكثر عطاءً في الزراعة حيث تنتشر زراعة القطن والقمح والشعير والسمسم والذرة الصفراء والبطاطا وفول الصويا والخضروات بأنواعها.
كما يوجد في الحسكة عدد من المعامل للصناعات الزراعية والغذائية، إضافة إلى عدد من الصناعات التقليدية وعدد من المشاريع الصناعية والزراعية الحديثة التي أطلقتها الدولة في مدينة الحسكة ومناطقها.
وكذلك تشتهر منطقة الحسكة بالثروة الحيوانية. وكذلك الثروة النفطية, وتوجد المنشأت البترولية بشكل خاص في رميلان.
انظر أيضاًمحافظة الحسكة.
المصادرقدامة بن جعفر في كتابه الخراج.
كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار لـ أحمد بن علي بن عبد القادر.
أحمد سوسة في عدة كتب.
إسكندر داؤد - الجزيرة السورية بين القديم والحديث - ط 1958 م.