حوار في ظلال القرآن [محاورة بين شخصيتين]:
<<<<<<<<<<< هذا الحوار طبقناه في مدرستنا
1-السلام عليك ورحمة الله وبركاته
2-وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
1-أراك اليوم مهمومه؟ فأخبريني عن الهمِّ..
2-أنا والله مهمومٌه لأمر ما له وصفُ ..لأمرٍ هزَّ أركاني وأعياني
1-فأخبريني عن السرِّ لعلي أن أرى حلا
2-همومي هذه الأمةْ لقد غفلت عن القرآن هاديها ...وجدت في تعاميها ..أما تدري بأن الله أنزله كتاباً ليس يشقيها؟
1-ولكن كيف غفلتها؟ فإنا قد طبعناهُ بأشكال وألوانِ ...وإنا قد نشرناهُ بكل الأرضِ تلقاهُ
2-صدقت أختي ولكني..
1-ولكن يا أختي ماذا؟
2-هنالك غفلة أخرى!
1-هنالك غفلة أخرى؟
2-لقد غفلت عن العملِ ...لقد غفلت عن الترتيل والحفظِ ....لقد غفلت عن الترتيل والحفظِ ...ونامت في ثرى الكسلِ
1-لقد أحسنت يا صاحِ ....وإن الجُرح في قلبكَ مثل الجرحِ في قلبي ..ولكن يا أختي قولي لي لماذا هذهِ الغفلةْ؟لماذا هذهِ الغفلةْ؟ .أخبريني عن سبب غفلة الناس عن حفظ القرآن وتلاوته والعمل به؟
2-لهذه الغفلة أسباب: منها حب الدنيا:"زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا"
1-أحسنت، ومن الأسباب كذلك التسويف، فاليوم غداً، وغداً بعد غدٍ، والطفل لا يحفظ حتى يكبر، والشاب لا يحفظ حتى يتفرغ، واليوم اختبار وغداً راحة وبعد غد سفر وهكذا، وكل يوم يقول:سوف؛ والتسويف من جند إبليس..!
2-ومن الأسباب العجز الموهوم.
1-وما معنى العجز الموهوم؟
2-يعني أن يقول الإنسان أنا لا أستطيع حفظ القرآن، وقد نسي أنه يستطيع أن يحفظ كتاب الدراسة ليلة الاختبار، ومن ذلك أن بعض الآمهات تقول إن بناتها صغار؛ فلماذا نتعبهم بحفظ القرآن؟، مع أن بناتنا يحفظن جداول الضرب ويحفظن برامج أفلام الكرتون ويحفظون أسماء اللاعبين وربما الفنانين ذكوراً وأناثا..!
1-وهناك سبب آخر، وهو أننا نحن أيضاً نساهم في غفلة الناس عن حفظ القرآن!
2-وكيف ذلك؟
1-أحياناً تجدنا نشجع من تتفوق في الدراسة، ونهنئه ونعظِّمه ونكرِّمه، ونذكره في المجالس، ونهيئ له الأسباب والأوقات، وربما أحضرنا له من يدرسه دروساً خصوصية، مع أن التفوق في القرآن خير وخير ألف مرة من التفوق في الدراسة!، والنبي يقول:"الذي يقرا القرآن وهو ماهر فيه مع السفرة الكرام البررة"
2-هذا صحيح..هذا صحيح، بل إنني أقول إنه لا شك ولا ريب بأن حفظ القرآن أعظم عند الله وعند عباد الصالحين العارفين من نيل شهادة الدكتوراة، وكم نرى الناس يتسابقون إلى تلك الشهادات الدنيوية التي تزول قريباً، ولا يتسابقون إلى الذي لا يضيع صاحبه:"ما عندكم ينفد وما عند الله باق".
1-ولكن ما العلاج؟ كيف يعود الناس إلى القرآن تلاوة وحفظاً وعملاً؟
2-العلاج لن يكون في يوم وليلة، العلاج ليس حبة دواء نأخذه من الصيدلية، بل يحتاج إلى عمل واجتهاد وصبر، ويكفينا أن الله مع الصابرين، ولو أننا بذلنا قليلاً لأعاننا الله.
1-أظن أن من العلاج أن نبدأ بأنفسنا.
2-نعم: علينا أن نزرع حب القرآن في أنفسنا وأبنائنا وبناتنا وطلابنا، ونشعرهم أن القرآن أعظم من هذه العلوم الدنيوية حتى ولو اهتم الناس بها، وتفاخروا بها.
1-وعلينا كذلك أن نفرغَهم للاستفادة من حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وإذا لم نستطع أن نزيد حصص القرآن في المدارس فلماذا لا ننشئ لهم حصصاً من عندِنا؟
2-كلُّ هذا له شأنه،وهذا يذكرنا بشيء آخروهوالمساهمة في حلقات القرآن،مشاركة فيها وتدريساً ودعماً وتوجيهاً،وأنا أعجب من فتيات يستطعن أن يفرغناأنفسهن لتعليم الناس ثم لا نراهم، والنبي يقول:"خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
1-وما يدريكْ لعل لديها أعذارا ...لعل هناك أسراراً وأقدارا
2-ومن يدري..لعل هناك تقصيرا..ولكن أبشروا خيرا فما زلنا على الأملِ وهذه وجوه الخيرِأتت في ليلة الحفلِ
1-وهذا حفلنا فاسمعي تلاواتٍ وترتيلاً ...يرددها بنات لم يخفن عجزاً وتهويلا ...
2-وهذه مدرسة التحفيظ حيّت جميع الأهل والصحب..... فحياكم وبياكم ....وإلى الخيرات مسعاكم