إمام وخطيب قباء ومفسر القرآن صالح المغامسي لـ «عكـاظ»:
نجوت من «الصحوة» وعانيت من الحسد
حوار: عبد الله الداني
انتقد إمام وخطيب مسجد قباء المشرف على مركز المدينة للبحوث والدراسات ومدير مركز تعظيم بلد الرسول الشيخ صالح بن عواد المغامسي، النظرة السطحية في تقييم العلماء والدعاة بالتركيز على شهاداتهم ومستوياتهم العلمية دون محاورتهم واختبار ملكتهم، مشيرا إلى أن من الخطأ إلزام طلاب العلم بخط منهجي واحد واستبعاد ما سواه.
ولم يخف المغامسي في حوار لـ «عكـاظ» تأثره الشديد بمفتي المملكة الراحل الشيخ عبد العزيز بن باز ـ يرحمه الله ـ وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبد العزيز بن صالح - يرحمه الله، لافتا إلى عدم استعجاله في الجلوس للتدريس وتحليه بالصبر وعدم التخبط في كل وقت حتى تجنب كثيرا مما وقع في مرحلة الصحوة. وأبان إمام وخطيب قباء أن مرحلة الصحوة عنيت في أولها بالفكر على غير بينة، ما كان سببا في دخول أفكار غير حميدة، كما عنيت بقضايا فقهية وسع السابقون الخلاف فيها، ومع ذلك لم يسعهم قبول ذلك الخلاف، فيما أكد أنه تجنب تلك الفترة والتزم مسجده لتعلم القرآن ولم يستجب للنداءات التي علت في تلك الفترة. ولم يخف المغامسي تعرضه لحسد من وسط الحقل الدعوي وهو ما أسماه بـ«حسد الأقران»، لكنه قلل من أثره وأهميته، مشيرا إلى أن المتأمل في تاريخ البشرية لايستغرب حدوث مثل هذا الأمر وإن كان هذا لايعني عدم السعي في إنكاره.
ودعا رجال الحسبة إلى التزود بكثرة من الفقه وإدراك مسائل الخلاف التي لايجوز فيها الإنكار، مشددا على ضرورة إحسان الظن بالمسلمين ودرء الحدود بالشبهات فضلا عن البعد عن ما يشتبه عليهم. واعتبر أن الأخذ بالرأي الأوحد بحجة جمع الناس عليه خطأ محض، مبينا أن القائلين بانتهاء الاجتهاد بعد موت الأئمة الأربعة وقعوا في خطأ محض.. فإلى نص الحوار:
• كيف كانت بداياتكم، ولماذا تأخرتم عن البروز إعلاميا؟
- هما جزءان، الأول يمكن تسميته بزمن الطلب، والآخر يمكن تسميته ببدء الظهور ومحاولة نفع الناس.
أما الأولى فأنا ربيب مدارس نظامية ودرست في المعهد العلمي التابع في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهو منارة علمية كما هو معروف، وله عناية أكبر بالعلوم الشرعية واللغـة العربية، وكنت في أول الأمر أهوى لغة العرب وحفظت الكثير من الأبيات الشعرية.
لما فرغت من الدراسة الثانوية التحقت بكلية التربية بجامعة الملك عبد العزيز تخصص اللغة العربية، وكانت الدراسة فيها تعنى بقسمين: الدراسات الإسلامية واللغة العربية. ومن القامات التي شرفت بأن درست على يديها أستاذنا عمر بن حسن فلاتة الذي يدرس حالياً بالمسجد النبوي الشريف، حيث درست عنده مادة الحديث.
درست عن الشيخ قاسم الدوجي رحمه الله القرآن الكريم كمادة نظامية، وغيره من المواد الأخرى حتى تخرجت من الكلية عام 1405هـ.
في أثناء الدراسة تم اختياري ضمن وفد جامعة الملك عبد العزيز الذي كانت الكلية تتبعه للسفر إلى دولة الكويت للمشاركة في أول لقاء لجامعات دول الخليج وكان اللقاء يعنى بالثقافات العربية والإسلامية ضمن أنشطة أخرى، ولكن مشاركتي كانت ضمن باب الثقافة وهناك يسر الله لي بعض الظهور الثقافي اللغوي العام.
وعندما تخرجت عام 1405هـ تم تعييني مدرسا في مدرسة كعب بن مالك المتوسطة في المدينة المنورة.
بعد أن بدأت مباشرة العمل في التدريس وجدت في نفسي قدرة على الإلقاء وكنت ولله الحمد أتكئ على موروث ثقافي كبير، حيث كنت أعنى بالقراءة منذ الصغر، وإن كانت قراءات متفرقة في شتى أصناف العلم ولم أكن قد توجهت بعد توجها علميا منصبا نحو شيء معين إلا أنني كنت أحب التفسير منذ الصغر؛ ولكن ضمن علوم أعنى بها.
بعد ذلك يسر الله لي أن صليت بالناس في مسجد الحي «مسجد السلام» وكان ذلك في أواخر عام 1407هـ. بعد ذلك تفضل علي أستاذي عبد العزيز الأحمدي الذي كان في ذلك الوقت محاضرا في الجامعة الإسلامي بأن طلب مني أن أعينه على الإمامة والخطابة فوافقت وبدأت مع الناس في شكل دروس يسيرة وكان ذلك في أوائل عام 1408هـ.
كنت وأنا أقدم دروسي أتلقى العلم في نفس الوقت عن طريق محاولة مقابلة العلماء ما أمكن ذلك، كما كنت أحضر بانتظام دروس الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين، كما حضرت درسا للشيخ الألباني في المدينة المنورة وحضرت دروسا عديدة للشيخ أبي بكر الجزائري في المسجد النبوي كما حضرت دروسا للشيخ عطية سالم وحضرت كذلك لغيرهم.
كنت أزاوج بين القراءة ومحاولة الأخذ عن الأكابر ما أمكن إلا أنني لم ألزم أحدا من هؤلاء الأكابر لزوما حقيقيا في الليل والنهار وحضور جميع دروسه.
أعتقد أن قدرات أي شخص تختلف من شخص إلى آخر وليس صوابا أن نقول إنه لا بد من كذا وكذا حتى يصبح الإنسان طالب علم أو أن نضع خطا واحدا نلزم به جميع الطلاب، إنما يعرف الطالب النابغ والعالم والمتمكن وغير المتمكن عندما تجلس معه وتطلب منه الحديث في شتى أصناف العلم ثم تحاوره فتظهر لك قدراته.
ليس من المعقول أن لا نقبل شيئا ظاهرا بينا اعتمادا على أن الطريق غير صواب وقد قالت العرب في أشعارها مما يجري مجرى الحكمة: (في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل). هذا هو الشق الأول.
أما الشق الثاني وهو إلقاء الدروس فقد من الله علي بالصبر، ولم أكن ولله الحمد متعجلا في الحصول على شيء معين، وإنما رزقني الله جل وعلا بفضله ورحمته بالصبر والروية وعدم التخبط في كل وقت فتجنبت كثيرا مما وقع في فترات معروفة من تاريخ الصحوة والتزمت مسجد الحي أدرس القرآن فيه.
أبيت بفضل الله الاستجابة لأي مناداة سواء لزيد أو لعمرو. كما أن الله قد حفظ علي لساني فلم أتعرض للعلماء أو الدعاة أو غيرهم، كما أن الله تعالى قد منّ علي بلزوم جماعة المسلمين والمسجد ولم أعرف يوما من الأيام فكرا ثم تركته، وهذا من رحمة الله وفضله ولا يعيب أحدا أن يرجع عن خطئه.
الصبر والروية جعلاني أعيش في بعد عن الناس بالمعنى الذي أعيشه الآن، مما ساعد على كثرة القراءات والاطلاع والمراجعات والتأني حتى كتب الله تعالى لي بعد ذلك أن أظهر ظهورا يسيرا في قناة المجد لأول مرة.
ثم من علي الله تعالى بأن عرفني الناس وتطورت بعد ذلك الأمور حتى من علي الله بالإمامة والخطابة في مسجد قباء أوائل عام 1427هـ، ثم كتب الله لنا بعد ذلك الدروس العلمية في المساجد والفضائيات حتى كتب الله ظهور برنامج (مع القرآن) الذي تبثه القناة السعودية للعام الثالث على التوالي في رمضان وهو رأس مالي العلمي إن صح التعبير.
النقد اللغوي
• بدايتكم كانت عبر تخصص اللغة العربية فهل تسبب هذا في توجيه النقد لكم؟
- الإمام مالك رحمه الله يقول: «ليس العلم بكثرة الرواية وإنما هو نور يضعه الله في قلب من يشاء». الحرم النبوي له إطلالة روحانية خاصة على نفسي. وأقصد بالحرم هنا أجواؤه من إمامة وخطابة وحصواته وأعمدته وسواريه والمسلمين الذي يقصدونه والعلماء الذين كنا نجدهم أيام دراستنا في الحرم أثناء فترات الصبا.
لم يكن يدر بخلدي أنني سأكون يوما كذا أو كذا، لكن الوالد حفظه الله وأطال عمره وأمتع به وبعض الأصدقاء والفضلاء. كنا نتردد على الحرم وأيامه الروحانية بعبق الشيخ عبد العزيز بن صالح رحمه الله وزملائه من الأئمة.
كل هؤلاء سواء شعرنا أو لم نشعر كان لهم جميعا أثر كبير في نفوسنا أهل المدينة. ربما كان ذلك من باب أن الإنسان قد يهيئه الله لأمر ما. كنا نغبط من نراه إماما في العلم ثم مكن الله لنا فيه.
اللغة مفتاح العلوم وهي السبيل الجليل لمعرفة علوم التنزيل. لا بد أن نعلم أن العلم نور يؤتيه الله من يشاء، فإذا رأيناه موجودا في شخص إنسان فلا ينبغي بعد ذلك أن يشغل الناس بكيفية جمعه لهذا العلم، وهذا الأمر موجود ولا يمكن إنكاره لدى كثير من الناس الذين حصلوا على أعلى الدرجات العلمية، ومع ذلك لو تحدثوا أو جلست مع بعضهم لما وجدت تناسقا أو تكافؤا بين الشهادة التي يحملها والعلم الذي يقوله.
مع هذا فالمعتبر هو ما كان عليه صالح الأسلاف وأنه يكون قامة علمية إذا تحدث في شتى أفنان العلم. أما الطرائق فهذه تختلف من حال إلى حال في القدرات والملكات من فرد إلى آخر.
• لعل من أهم أسباب تدهور المستوى العلمي للبعض اهتمامهم بالمؤهلات أكثر من التحصيل، أليس كذلك؟
- نعم، وهذا سبب جوهري لما تقوله ولعل من أهم أسبابه حسد الأقران وضعف الثقافة الحقيقية في المجتمع.
حسد الأقران
• تحدثتم عن وجود الحسد بين الأقران، لكن ألا تستغرب وجوده في مجال ينبغي أن ينزه عن مثل هذا الأمر؟
- هذا موجود من البعض ولا نستطيع إغفاله أو إنكاره، لكن من علم سنة الله في خلقه وما جبل عليه بنو آدم وأمعن القراءة في التاريخ لم يستنكره بكثرة، وإن كان عدم الإنكار بكثرة لا يعني عدم العمل على إزالته، فلا بد أن يكون هناك تآلف في القلوب وعلم بفضل الله، والله جل وعلا يقدم من يشاء بفضله ويؤخر من يشاء بعدله.
• ربما تعرضتم بصفة شخصية إلى شيء من هذا الحسد؟
- وجدناه يقينا لكن الحمد لله لم يصل الأمر إلى ما يخشى منه.
فترة الصحوة
• قلت إن في فترة الصحوة كانت الأمواج مضطربة مما جعلكم تنأون بأنفسكم عن الخوض في هذا المجال، هل يمكن القول إننا تعرضنا لبعض الأفكار التي شوهت الدين الإسلامي الصحيح؟
- مسار الصحوة عني بالفقه والفكر في بداياته أكثر من عنايته بالتربية الإيمانية والقرآنية وهذا أحدث جدلا وخطأ وليس المقام مقام لوم، لكنه مقام استفادة من الدروس. يجب في البداية تربية النشء على المبادئ المستقاة من القرآن والسنة، ولا ينبغي الانشغال الفكري العميق مع كل أحد ولا بالقضايا الفقهية التي كان الخلاف ولا يزال قائما حولها ولا يمكن أن يرفعه رأي أحد.
لكن الصحوة في أولها عنيت بالفكر على غير بينة، مما كان سببا في دخول أفكار غير حميدة، كما عنيت بقضايا فقهية وسع من قبلنا الخلاف فيها، ومع ذلك لم يسعنا قبول ذلك الخلاف.
لما جاءت ثورة الفضائيات وسمع الناس لأكثر من شخص وقرأوا لأكثر من عالم وأنصتوا لأكثر من فقيه شعر الناس بشيء من الصدمة وكان ينبغي من الأساس تربية الناس تربية إيمانية وقرآنية وبيان أن كثيرا من مسائل الفقه بها اختلاف.
• هل كان ينبغي قبول الاختلاف من الأساس لأنه رحمة؟
- نعم. لكن ذلك لم يحدث لذلك لا بد أن يربى طلبة العلم من الأساس على قبول أن الآراء قد تتعدد في بعض المسائل الفقهية.
• وماذا عن التشنيع على من يفتون بخلاف السائد؟
- هذا خلل بلا شك ومثل هذا الرجل الناقد لا يخرج من أحد رجلين، إما رجل لا علم له فهو ينكر لقلة علمه، وإما أنه – والعياذ بالله – رجل علم أن في المسألة خلاف وأن الدليل يحتمل كلا القولين ويقبلهما لكن غلب عليه الحسد، كما يقال إن خلا أحدهم من الحسد تلبس بالجهل، وإن تلبس بالعلم لا يكاد يخلو من الحسد؛ لكن لا يجوز لمن تحلى بالعلم إن اتضحت له الصورة وظهر له الحق أن يمتنع عن القول فيه خوفا أو رهبة من حسد حاسد أو نقد ناقد، والحق أحق أن يتبع ما لم يكن في ذلك الأمر ما يشعر الناس أن في الأمر إضعاف لشعائر الدين.
بعض الفضلاء يكابرون في مسائل واضحة لو احتكمنا فيها إلى الدليل وإلى أقول الصحابة وأفعالهم لكان القول الفصل، لكن طبع على قلوب البعض حب الرأي الأوحد أو حب انتقاد الآخرين.
• الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إنه في آخر الزمان يقل الفقهاء ويكثر القراء، ألا ترى أن هذا متحقق الآن؟
- هذا متحقق ولا شك وإن كان في الأمة مدارس فقهية متميزة وهناك فقهاء يشار إليهم بالبنان في الأمة وهؤلاء لهم آراء جيدة ولديهم آلة البحث العلمي ويملكون الشجاعة الأدبية للجهر بآرائهم والمهم هو أن يملك الإنسان آلة العلم. لا بد من الشجاعة شريطة أن تكون مقرونة بالحكمة.
• وماذا عن الرأي الأوحد عندما يفرض على الآخرين رغم اجتهادهم في مسائل خلافية؟
- الرأي الأوحد فيه من المشقة ما قد لا يبدو بادئ الأمر. الأخذ بالرأي الأوحد بحجة جمع الناس عليه أرى أنه خطأ محض؛ لأن الناس لا يلبث أن يظهر فيهم من يقرأ ومن يتفقه ويستبين له خلاف هذا الرأي الأوحد، فإذا جهر به في زمنه لامه الناس لاعتقادهم أنه مقدس، وشتان ما بين النص وبين آراء الناس.
إنكار المنكر
• هذا يقودنا للحديث عن إنكار المنكر، بعض الأفعال يراها البعض من المنكرات بينما هي من المسائل التي يسعها الخلاف وتتعدد فيها الآراء؟
- نعم وهذا ما قد نعاني منه في بعض الأحيان. المنكر يعرف من اسمه وجاء منكرا في الشرع، فلا بد في البدء من الجزم بأنه منكر وأن القائم به يجهل أنه منكر، ثم لا بد من الحسنى في تغييره.
هذه الاعتبارات الثلاثة لا بد من الأخذ بها، لكن لا شك في أن الإخوة القائمين على الحسبة لهم فضل كبير على المجتمع لا يمكن إنكاره إلا من جاحد أو جاهل، وهذه الشعيرة من أعظم شعائر الدين.
هذه الدولة المباركة تبنت على علم مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على علم منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن غفر الله له ورحمه، وتبعه أبناؤه البررة، وهي شعيرة لها احترامها والمسؤول الأول فيها لا يعين إلا بأمر ملكي مما يبين عناية الدولة بها.
تبقى بعد ذلك مسألة الإخوة طلبة العلم المنتسبين لهذه الرئاسة، وهؤلاء يجب عليهم التفقه والتبين والحكمة ومعالي الدكتور الحمين يبذل جهودا كبيرة في هذا الأمر، وينبغي على الإخوة المشايخ الفضلاء في الهيئة إعانة الرئاسة العامة حتى ننهض جميعا بالمجتمع على بينة من العلم وأن نبتعد عن سوء الظن بالمسلمين وأن نعلم أن الحدود حتى إذا ثبتت تدرأ بالشبهات، فكيف أصلا إذا لم تثبت؟ هذا خلاف ما دل عليه النص الشرعي.
• يلاحظ على أسلوبكم في التفسير أن به حداثة في الطرح ولكن ألسنا بحاجة إلى تجديد الفهم لكلام الله تعالى بما يتوافق مع العصر؟
- لا بد من ذلك وقد أدخلنا منهجين في التفسير هما التاريخي والإيماني ونحاول قدر الإمكان إدخال المنهجين مع ما كان عليه سلف الأمة من قبل، وهذا لا ينبغي أن يفهم على أنه إعادة لتفسير القرآن.
• البعض أخذ عليكم صلاتكم وسلامكم في أحد اللقاءات التلفزيونية على النبي وآله ولم تلحق بهم الصحابة؟
- الله تعالى يقول: «وإن اختلفتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله» والنبي الكريم عندما قيل له: كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: "اللهم صلي على محمد وآل محمد» فهذه هي الصلاة الشرعية.
• ألا ترون أن التاريخ الإسلامي يحتاج إلى مراجعة؟
- يحتاج بعضه إلى إعادة قراءة.
تجديد الفقه
• نرى تجديدا في الفكر الإسلامي وفي كثير من الطرح، وظهر فقهاء عنوا بالتجديد فكيف ترون أثر ذلك في المجتمع؟
- ينبغي أن نعلم أن هذه الأمة هي أمة خير ولا يمكن أن نقول مثل ما قال بعض الأصوليين أن مسألة الاجتهاد في الأمة قد انتهت بموت الأئمة الأربعة أو أنه لن يكون هناك اجتهاد حتى يظهر المهدي أو الفاطمي المجدد فهذا قول باطل والحق أن العلم له فرسانه في كل زمان ومكان فالأمة قادرة في كل عصر من عصورها على أن تنجب علماء أجلاء وأفذاذ يسيرون مثل ما سار من كانوا قبلهم.
• فهم واقع العصر وتناسق الفتاوى ألا يمكن أن يكون له دور في تقبل الواقع وعدم حدوث مصادمات؟
- نحتاج لذلك جميعا حكاما ومحكومين وشبابا وشيوخا إلى الرفق فيما بيننا وإلى حسن الظن بالآخر.
• ماذا عن الاختلاف الذي طرأ على المدينة المنورة، حيث إن الذي يدخلها حاليا لا يراها مثل الذي دخلها في السابق؟
- هناك جهود كبيرة وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد وفقه الله يحمل هذه الراية بعناية وقد جلست معه ووجدت أنه مثلما يحرص على الشأن العمراني يحرص على الجوانب الروحية للمدينة، وبعد تكوين هيئة تطوير المدينة منذ عامين تقريبا سيرى أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير.
بحوث المدينة
• ماذا قدم مركز بحوث المدينة ومشروع تعظيم بلد الرسول صلى الله عليه وسلم من خدمات للمدينة؟
- قدم المركز منذ تأسيسه الكثير من الخدمات، وقام بتحقيق العديد من الكتب وأشرف ونشر كثيرا من الدراسات التي تعنى بالمدينة، وأصبح الآن وتحت إشراف دارة الملك عبد العزيز المباشر ويرأس مجلس نظارته صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وأصبح معالي الدكتور فهد السماري عضوا فيه، وهذا كله سيرى الناس آثاره الإيجابية الحسنة في القريب العاجل، ولا زلنا في طور التهيئة الإدارية الكاملة له.
• هل هناك دروس تلقونها في مدن أخرى؟
- سأزور تبوك وحائل إن شاء الله