بسم الله الرحمن الرحيم
من مقامات القرني : عن القدس
زارنا رجل من القدس فجلس على الطين ولم يجلس السرير ، وقال : كيف أجلس عل السرير والقدس أسير في أيدي إخوان القردة والخنازير ؟ قلنا : فهل عندك من القدس خطاب ؟ قال : معي من القدس سؤال يريد الجواب ؟ قلنا : ما هو السؤال ؟ قال : ينادي أين الرجال ؟ أين أحفاد خالد وسعد وبلال ؟أين حفاظ سورة التوبة والأنفال ؟ أين أبطال القتال ؟ أين أسود النزال ؟ قلنا: هؤلاء ماتوا من زمان وخلت منهم الأوطان وخلف من بعدهم خلف هممهم ضعيفة ، واهتماماتهم سخيفة ، وأحلامهم هزيلة !.
قلنا : لماذا تغير الأبناء عن الآباء ؟ قال : الآباء كانت بيوتهم المساجد ما بين راكع وساجد وخاضع ومجاهد ، إما الأبناء فبيوتهم المقاهي ما بين مغنٍّ ولاهٍ إلا من رحمهم إلهي .
كلنا ملوكاً أسود الأرض ترهبنا ..... والآن أصبح فأر الدار نخشاه .
ثم قلنا في عجل : سلمنا القدس وقلنا : متى العودة إلينا ؟ والسلام علينا .
قال ذلك الرجل : إذا عدتم إلى الله عدنا ، وإذا بعدتم عنه بعدنا .
من مقال في مجلة مساء